الصمت الصاخب
كان بجانبي لقد أزعجني صمته المعبر وبهدوئه الصامت .. وبدأ وكأنه يخاطبني بنظرات عارمة يقول: لِما الكلام...!!؟؟
.. والصمت أجمل ولِما الخصام..؟؟
والنظرة أبدا ..
لا أعلم ماذا يعني لكن ليزال يزعجني صمته العجيب...
انتهى حديثه الصامت...
وأنا على أمل أن يأتي غدا ويتحدث........
عادا مرة أخرى وجلس بجاني قلت له تحدث ودع صمتك الغريب إلا متى وأنت لا تزال صامت...؟؟ وإلى متى تكتفي بـ نظرة..؟؟
ما لذي تخشاه وما لذي يريبك...؟؟
صمت قليلا وأنزل رأسه إلى الأرض..
فتحدث وقال: أخشى أني أبدأ الحديث و تتمنى أني لو أنصت...
ويريبني أن عمري ينتهي وأنا لم أكمل بعد..
أنا لا أخشى أن يكون هناك من لا يسمعني
فأنا أتحدث إلى الحياة دائما وهي التي تسمع فقط...لا تجيب..
مازال العرب يتكلمون و لا يستطيعون الوقوف للحظت صمت...فهم يستطيعون أن يتألمون ولكن لا يتألمون للحقيقة..
فنحن نتكلم بما نريد ونسمع ما نريد ونفعل ما نريد و نريد ما نريد..
مازلنا على ذلك حتى لا نعلم ماذا نريد..
أردنا أن يكون الكذب صدق فكان كذلك..
أردنا الأحلام حقيقة فكانت كذلك..
أردنا القوة على حساب الضعفاء..
أردنا ماضي الذل أنه كان لم يكن فكان كذلك..
لن نكن صادقين مع الآخرين حتى نصدق مع أنفسنا...
أتريد أن تعلم من أنت ..؟؟ لا تنظر إلى المرايا بل أنظر في عيون الآخرين..حينها ستعلم من أنت..فكل ما يفعله معك الآخرين
أنت سببه..
وإن جهلته كيانك فلا تعود إلى الماضي لتبحث عنه أنظر إلى المستقبل لتبني لك سرح جديد ..
فإن الولوج في الظلام ليس وسيلة للوصول بل إنها غاية النور ..
فلا تختلف معي في وجهة النظر وتتهمني بالكذب..
ولا تختلف معي في الرؤيا وتتهمني بالجنون..
*عزيزي دعني صامت فأنا لم أتحدث بعد..*