القاتل المأجور

القاتل المأجور
بعد أن ما جولت في الحياة مليا وذهبت هنا وهناك
رأيت الكثير و الكثير رأيت الغريب والعجيب ...
رأيت شخص يخون أصدقائه وحبيبه
رأيت شخص يمارس أبشع صور الاستغلال والدونية على من هم دونه
رأيت شخص ينسب الإبداع لنفسه
رأيت شخص يغتال البراءة والطفولة دون ذكر ما فعل
رأيت شخص يطعن الإنسانية حتى الموت
رأيت شخص يداه بها فجواة وتتسرب الأمانة كا تسرب الماء
أتعبني النظر فرفعت إلى الأعلى رأسي وإذا بي أرى شخص يأخد القصيدة فيضع أسمه تحتها و ربما صورته أيضا
رأيت شخص يأكل حق إخوته
رأيت شخص ينزل إلى الأرجل لكي يحصل على المال
رأيت وأنا متعجب لما أرى كيف
يفعلون ذلك لقد حاولت كثيرا أن أفعل ذلك دون جدوى لم أستطيع
بعد أن فشلت في فعل ما رأيت
قررت العودة وأنا في طريقي بينما أنا أسير سمعت صوت مخفون ويناديني ألتفت إليه قال
أتريد أن تفعل كل ما تريد؟ قلت نعم قال لدي الحل
قلت له من أنت قال أنا القاتل المأجور هم ثلاثة إذا قتلتهم أنت ستفعل ما تريد هم الضمير والأخلاق و الإنسانية فهم الذين يمنعونك من فعل ما تشاء ويمنع كل من رأيت
قلت إذن أقتلهم قال لا..لا أولا أتقاضى أجري وبعد ذلك أفعل ما تريد
أعطيته المال ذهب وذهبت
عدت إلى المنزل أخذني التعب على حين غرة فنمت..
استيقظت وأبدو متعبا ومرهق خرجت وإذا بها الطفلة التي دائما إذا ما رأيتها أعطيها بعض النقود وألاطفها وأداعبها ....الخ..
إلا اليوم نهرتها وصرخت بوجهها ذهبت حزينة مكسورة النفس
أستغربت من فعلتي .. وإذابي أتذكر مقال
القاتل المأجور..
فبدأت أفعل ما أشاء لقد تصدرت لائحة الإجرام
لقد فعلت كل الذي رأيت وأكثر وأكثر..
ولم أزل أفعل وأفعل..
وفي أحد ذات اليالي دخلت إلى مكان عام
وإذا بي الناس ينظرون إلي بنظرات مختلفة
تبدأ نظرتهم من الأسفل إلى الأعلى
فيها من الإستحقار وفيها من التعجب وفيها من
الإهانة لقد أزعجتني نظراتهم
ذهبت أمام المرءاه لربما هناك شيئ
وأنا لا أعلم ..لم يكن هناك شيئ أبدا
ذهبت أبحث عن القاتل المأجور لي أسأله
عن الذي يحدث معي ...
فقال لي هؤلاء أعداءك فلا تستغرب
فقلت وكيف هم أعدائي ولماذا..؟؟
قال هؤلاء فيهم الضمير حي والأخلاق
والإنسانية
قلت وما العمل؟؟
قال القاتل: تجاهلهم أبتعد عنهم ...أقتلهم..
قلت لا أنا أريد أن أعيد ماذهب مني
قال كنت أعلم أنك ستأتيني

مثل غيرك وتقول ذلك
على كل حال أنا لم أقتلهم إنهم هناك..
سأدلك على أماكنهم وأنت اذهب إليهم..
أتيت إلى الأخلاق إذا به بين دمائه جريح..
قلت هل تعود إلي قال نعم

ولكن لن أعود إلى بشرط
قلت وماهو الشرط
قال "أن تصلح كل ما أفسدت"
قلت ذلك صعب جدا...... قال لابد أن تفعل

قلت وإن لم أفعل قال لن أعود..
توسلت إليه لكنه رفض
....فقتلته نهائيا....
ذهبت إلى الضمير إذا به بين

دمائه جريح أيضا
فقال كما قال الأخلاق
قلت ذلك صعب جدا...... قال لابد أن تفعل

قلت وإن لم أفعل قال لن أعود..
توسلت إليه لكنه رفض
....فقتلته نهائيا....
ذهبت إلى الإنسانية فقال كما قالوا
قلت ذلك صعب جدا...... قال لابد أن تفعل

قلت وإن لم أفعل قال لن أعود..
توسلت إليه لكنه رفض
....فقتلته نهائيا....
رجعت إلى القاتل المأجور وأخبرته بما فعلت
قال أنتم كذلك تعودون فتقترفون ما فعلت أنت
إذهب فلن ينظر إليك أحد أبدا..
أما اليوم فأنا بقايا إنسان لا أكثر
ولا أكترث لوجودي أوعدمي...
......................... ......................... .........